الأحد، 9 فبراير 2020

حروب البيت الواحد!


  بدأت الثورة العراقية موحدة وصارت مشتتة مبعثرة وهي مسيرة طبيعية لثورة تواجه نظام مبني على هيكلية فكرية وتنظيمة خبيرة ومتمكنة من ادوات اللعبة. الانتصار الحقيقي للثورة هو انها انجبت جيلاً صار "في اقل تقدير" يتفهم الآراء الاخرى ويستمع لها وهذا يعني ان مستقبلا قائما على التفاهم قد لاح في الافق. انها لعبة الاجيال

لا خلاص لنا ولا مناص الا تشجيع وتغذية هذا التوجه الجديد وقد كنا نعتقد باستحالة انطلاقته من قبل فالإيمان بالحلول الصفرية كان هو السائد في الاشكالات الثقافية والفكرية داخل البيت الواحد وهي حلول وهمية لا يمكن الوصول اليها البتة وتبنيها لا يعني سوى ادامة صراع لا نتيجة ترتجى منه سوى ضعف الجميع واستهلاك قواهم في تحقيق اهداف اثبت التاريخ انها اهداف مستحيلة مهما امتلك مبتغوها من قوة وسطوة.
وإذ ندعم ثورة العراقيين فان ذلك لا يعني اننا نقدم هذا الدعم لإيماننا بانتصارها القريب او الحتمي كما يتصور بعض قاصري التفكير او لأننا نؤمن بمثالية الواقع الذي تعيشه هذه الثورة. إنه تصور خاطئ بالمرة, اننا نقدم دعمنا من اجل صناعة وعي لا يمكن ولادته وتربيته الا عن طريق المعاناة الطويلة وقد بدأت تباشيره تلوح في الافق.

قد تفرض الحرب عليك ولا تستطيع تجنبها وانا اتحدث هنا بشكل خاص عن تلك التي تدور رحاها بين سكان الارض الواحدة وساعتها يكون الانتصار في الحرب هو اجبار من فرض الحرب على الاقتناع ان لا فائدة من حربه وليس الانتصار هو انهاء الطرف الاخر!
هذه نتيجية حتمية ان لم تفهمها مبكرا سيفرضها عليك الارهاق وليس عليك ان تتوهم إن حققت نصرا اليوم أنه نصر نهائي بل ان كل ما يحدث انك تركت الجمر تحت رماد انتصارك وستندلع النيران مجددا عندما تهب ريح مواتية!