الثلاثاء، 30 مارس 2021

النظام العالمي الجديد يحتاج الى حرب عالمية!

 الصين تستغل ذلك ..

👈فمازالت ايران تلعب على حبال عدة

ليست اول مرة توقع مع الصين تفاهمات لكنها لا تريد الانخراط تماما في المعسكر الصيني ولذلك فان جميع ما توقعه هي تفاهمات غير ملزمة!
الصين ايضا مرتاحة لهذا التوجه .. حاليا ,كلاهما يبعث برسائل ضغط تفاوضية لامريكا.
الصين لا تريد الغرق في مشاكل قيادة العالم.
"الكارتل" المالي العالمي المسيطر يريد ان تكون الصين قائدة العالم اقنصاديا وامريكا عسكريا.
الامريكان التقليديون يقاومون هذا التوجه.
الصين لا ترى ما يمنع ان تكون القوة العسكرية الامريكية في خدمتها حيث تقوم باخماد اي تمرد على النظام العالمي الجديد!
العالم يتحول من نظام الى تظام جديد
هذه اجواء حرب تشبه اجواء ما قبل الحربين العالمتيين
فكل تحول من هذا النوع يستوجب حرب عالمية
مهما حاولت الصين تجنبها ستجد نفسها منخرطة فيها
تماما كالمانيا قبل الحرب العالمية الثانية
وتماما كالعراق 1990!
ما يعيشه العالم اليوم هي اجواء مشحونة تتلبد بغيوم الحرب شيئا فشيئا. لذلك لا يمكن التنبؤ بجدولها الزمني ولا بطريقة ادارة الازمة وفق السياقات التقليدية في الحسابات الاقتصادية والسياسية.
الحرب كارثة اقتصادية دائما.
ودائما يستبعدها الاقتصاديون لكنها تحدث!!

الخميس، 18 فبراير 2021

لماذا تعمد الانجليز خلق دويلات صغيرة في الخليج ولم يجعلوا الجزيرة دولة واحدة ؟!

لماذا تعمد الانجليز خلق دويلات صغيرة في الخليج ولم يجعلوا الجزيرة دولة واحدة ؟!

سؤال يتوجب طرحه خاصة تحت ظل انتشار فكرة ان الغرب يحب ان يتعامل مع عنوان واحد، فلماذا اذن اختار مع العرب ان يتعامل مع عناوين عدة؟!

  بداية ولكيلا يعتبر المقال تطبيلا لنظام آل سعود فيجب التوضيح هنا حقيقة ان المواقف من المجتمعات الكبرى في المنطقة لا ينطلق من طبيعة النظام الحاكم لها بل من منطلقات جيوسياسية وثقافية وتاريخية ولأنها "أي تلك المجتمعات" قادرة على انتاج القيادات دوما، أي اننا نتحدث هنا عن شعب الجزيرة ثقافة وتاريخا وجغرافية لا عن آل سعود لكننا نستخدم مصطلح السعودية كونه العنوان السياسي الحالي لهذه المنطقة!

  عمل الانجليز على عدم جعل الجزيرة العربية والخليج العربي وحدة سياسية واحدة وذلك لإجهاض مسبق لولادة دولة عربية قوية "حتى وان كانت حليفة لهم فيجب احاطتها بما يمنع منحها قوة تساعدها على الاستقلالية في قرارات المنطقة" آخذين بنظر الاعتبار ان انطلاق الدولة الإسلامية العربية الأولى جاء بعد توحيد أجزاء الجزيرة العربية. هذه الكيانات الوهمية الصغيرة "الدويلات" تستمد وجودها من الحماية الغربية وبالتالي فلا خطر على سلطان انظمتها الا من قيام دولة عربية قوية وبذلك تكون "هذه الكيانات الصغيرة الثرية" هي سكين في ظهر حتى السعودية اختهم الكبرى, ونلاحظ عند هذه النقطة ان ولاءهم لإيران وبريطانيا وامريكا أكثر من ولائهم للسعودية ونلاحظ أيضا كيف انهم ينفقون اموالهم على تدمير الخزانات البشرية العربية الكبيرة كالعراق والشام ومصر والسودان وشمال افريقيا واكثر من ذلك يمولون جميع الحملات الصليبية الحديثة عليها, وقريبا سيمولون تفكيك السعودية "الجزيرة العربية" وتمكين ايران منها!

  هل تعتقدون بان كيانات الخليج ستشعر بالأمان بوجود دولة عربية كبيرة كالسعودية الى جوارها؟! علينا ان ننتبه الى ما ذكرته بدابة الحديث عن ان المواقف من الدول والمجتمعات الكبرى في المنطقة لا ينطلق من طبيعة النظام الحاكم لها بل من منطلقات جيوسياسية وثقافية وتاريخية ولأنها قادرة على انتاج القيادات دوما!!

والان دعونا نطرح هذا التساؤل لماذا تستهدف ذيول إيران السعودية فقط؟                                          لماذا تمنع إيران ذيولها من استهداف الامارات وقطر والكويت مع ان أقرب القواعد الامريكية وأكثرها خطورة تقع في جغرافيا هذه الكيانات الوهمية ومع ان مجموعة صواريخ كالصواريخ التي استهدفت اربيل العراقية قبل يومين ستجعل اقتصادات مثل اقتصادات الامارات او قطر تنهار برمشة عين؟  لماذا؟

  تشتكي إيران من التواجد الامريكي وتعتبره استهدافا لها بينما يتركز هذا التواجد على طول الشريط الساحلي المقابل لها وتحت مرمى صواريخ ميليشياتها ومن خلفه المنطقة الشرقية "الشيعية" في السعودية وفيما ان 1% من الصواريخ التي أطلقت على السعودية قادرة على تدمير الاقتصادات الممولة للتواجد الامريكي "الامارات، قطر، الكويت" نجد ان إيران لا تستهدف هذه الكيانات بل تتمتع معها بعلاقات تجارية واسعة !!

  10 صواريخ على سبيل المثال سيدمر مشروع استضافة المونديال في قطر وستتسبب بهروب الشركات من الدوحة وجميع الكفاءات التي تعمل هناك. 10 صواريخ في دبي وجبل العلي ستجعل شركات العالم تهرب من الامارات ويجعل ابنيتها وابراجها مساكن للأشباح لكن ايران تتجاهل كل ذلك وتطلق الاف صواريخها على السعودية بينما تنعم القواعد الامريكية على الشاطئ الغربي للخليج العربي بالراحة والأمان هي والكيانات الخليجية التي تستضيفها!!


الجمعة، 10 أبريل 2020

في ذكرى سقوط بغداد


عندما تسقط بغداد .. يسقط جميع العرب
كانها بنيت لتكون علامة عزهم أو علامة ذلهم
كانت هذه تغريدة لي على تويتر وظنها البعض تغريدة عاطفية لكوني عراقي
لا ... ليست كذلك ايها السادة. فناهيك عن العمق التاريخي والرمزي والثقافي فان بغداد في العصر الحديث هي بوابة غزو العرب والشرق الاوسط. عندما قررت امريكا استباق الربيع العربي قامت باحتلال بغداد, وما امكنها ذلك الا بالتنسيق مع ايران واتباعها واصبحت بعدها جميع الانظمة العربية ذليلة.
بعد أن اصبحت تركيا حاجزا قوميا بين العرب واوربا وفقدت اوربا طريقها التاريخي نحو الشرق زرعت اسرائيل في قلب العالم العربي واحاطتها بانظمة تحميها ولم يكن هناك تهديدا حقيقيا وممكنا لاسرائيل سوى نهوض عربي يقوده العراق أصبحت ايران ضرورة ملحة أكثر من اي وقت مضى وهكذا تمت الحكاية انها بغداد.. عزكم من عزها وذلكم من ذلها
تاريخيا, عندما سقطت بغداد بيد المغول تاه العرب وحكمتهم الاقوام الاخرى واستبدت بالمسلمين الملل والنحل والاقليات ولم تعرف لهم حضارة بعدها. الغرب يدرك ذلك وبغض النظر عن الموقف من حكم حزب البعث من ناحية الديموقراطية والحريات السياسية الا انه قاد نهضة عربية في العراق قرروا تدميرها.
وبسقوط بغداد بيد الامريكان واذنابهم الايرانيون انكشفت عورة الانظمة العربية الهزيلة الضعيفة امام تهديدات ايران وسطوة الغرب, بل امام حتى المجاميع الصغيرة الذيلية التابعة لخصومهم واصبحت انظمة العرب معرضة للابتزار والتوظيف اكثر من اي وقت مضى. سقطت بغداد وسقط سد العرب بوجه الذل والهوان.

الأحد، 9 فبراير 2020

حروب البيت الواحد!


  بدأت الثورة العراقية موحدة وصارت مشتتة مبعثرة وهي مسيرة طبيعية لثورة تواجه نظام مبني على هيكلية فكرية وتنظيمة خبيرة ومتمكنة من ادوات اللعبة. الانتصار الحقيقي للثورة هو انها انجبت جيلاً صار "في اقل تقدير" يتفهم الآراء الاخرى ويستمع لها وهذا يعني ان مستقبلا قائما على التفاهم قد لاح في الافق. انها لعبة الاجيال

لا خلاص لنا ولا مناص الا تشجيع وتغذية هذا التوجه الجديد وقد كنا نعتقد باستحالة انطلاقته من قبل فالإيمان بالحلول الصفرية كان هو السائد في الاشكالات الثقافية والفكرية داخل البيت الواحد وهي حلول وهمية لا يمكن الوصول اليها البتة وتبنيها لا يعني سوى ادامة صراع لا نتيجة ترتجى منه سوى ضعف الجميع واستهلاك قواهم في تحقيق اهداف اثبت التاريخ انها اهداف مستحيلة مهما امتلك مبتغوها من قوة وسطوة.
وإذ ندعم ثورة العراقيين فان ذلك لا يعني اننا نقدم هذا الدعم لإيماننا بانتصارها القريب او الحتمي كما يتصور بعض قاصري التفكير او لأننا نؤمن بمثالية الواقع الذي تعيشه هذه الثورة. إنه تصور خاطئ بالمرة, اننا نقدم دعمنا من اجل صناعة وعي لا يمكن ولادته وتربيته الا عن طريق المعاناة الطويلة وقد بدأت تباشيره تلوح في الافق.

قد تفرض الحرب عليك ولا تستطيع تجنبها وانا اتحدث هنا بشكل خاص عن تلك التي تدور رحاها بين سكان الارض الواحدة وساعتها يكون الانتصار في الحرب هو اجبار من فرض الحرب على الاقتناع ان لا فائدة من حربه وليس الانتصار هو انهاء الطرف الاخر!
هذه نتيجية حتمية ان لم تفهمها مبكرا سيفرضها عليك الارهاق وليس عليك ان تتوهم إن حققت نصرا اليوم أنه نصر نهائي بل ان كل ما يحدث انك تركت الجمر تحت رماد انتصارك وستندلع النيران مجددا عندما تهب ريح مواتية!

الأحد، 15 سبتمبر 2019

صدام والمقاومة العراقية والثورة السورية وآل سعود والقراءة الخاطئة!


  لم تستطع القيادة العراقية بعد 1979 من قراءة الطابع الوظيفي الاستراتيجي لنظام خميني في السياسات المستقبلية الامريكية والغربية في المنطقة شأنها في ذلك شأن جميع الأنظمة العربية والمثقفين والساسة العرب حيث أن الجميع كان ومازال غارقا في وهم العلمانية المطلقة للحياة السياسية الغربية المهيمنة على إدارة العالم متناسين نظريات كيسنجر وبرجنسكي حول استخدام الدين في وقف التمدد الشيوعي ومن ثم بعد ذلك هوية العدو الذي رسموه لأنفسهم مسبقا والذي سيقف عائقا أمام نشرهم العولمة الثقافية والتجارية المرجوة وبرغم انكشاف كثير من الدلائل الدامغة التي تشير الى ان علاقة نظام خميني بالولايات المتحدة الامريكية ليست في حقيقتها كما تبدو عليه,  إلا ان مشهد الجماهير الإيرانية وهي تنهي حكم الشاه وتستقبل الخميني بقي عالقا في اذهان الساسة والمثقفين العرب الذين هم دائما ما ضحايا المظاهر التي تسلبهم البابهم ولم يدخلوا يوما عمق الظواهر ولا تحليلها تاريخيا ولا يملكون نهجا واضحا في التفكير والتراتبية المنطقية فهم منشغلون بقراءة المشاهد حسبما تمليه رغابتهم وحاجاتهم السلطوية بالنسبة للساسة  واحقادهم الايدلوجية بالنسبة للمثقفين فغابت عنهم تجربة الغرب مع رئيس الوزراء الإيراني "مصدق" وكيف استطاع الغرب تأليب الشارع الإيراني ضده واسقاطه بعد أن اوصله الشعب بنفسه لرئاسة الوزراء! ومازلنا للأسف نتجاهل هذه الحقائق عندما ننظر الى التجربة المصرية وكيف ان الجيش المصري سمح بأسقاط حسني مبارك ثم استطاع من جعل الشعب ينقلب على ثورته ثم يعود للحكم باسم الشعب!
القراءة الخاطئة والقاتلة لطبيعة العلاقة بين نظام الخميني والغرب بقيادة الولايات المتحدة جعلت القيادة العراقية زمن صدام حسين تعتقد أن الولايات المتحدة لن تقدم على اسقاط نظام صدام العلماني الذي يقف سدا بوجه نظام يميني متطرف يناقض التوجهات الفلسفية للحضارة الغربية حسب التصور العلماني العربي الساذج! ولذلك فان المثقفين والساسة العرب مازالوا لا يجدون ما يصفون به احتلال أمريكا للعراق سوى الحمق والتهور وهم يعيشون حالة من الانكار المتعمد ويعود ذلك الى ان اقرارهم بان الغرب يرعى نظام الخميني هو إقرار بهزيمتهم الفكرية التي بنيت على ان العالم الحديث لا علاقة له بالجذور الدينية وان العلمانية تسع الجميع! ولسنا هنا بصدد سوق الشواهد على ان علمانية الغرب ليست خالصة كما يعتقد البعض وإنها ذات علاقة وثيقة بجذور الغرب الدينية فهذا موضوع آخر ولكني أحاول هنا تبيان الكوارث المترتبة على هذه القراءة الخاطئة ونتائجها على بلادنا وعلى الربيع العربي. ان تبني النظام العراقي السابق القراء التي اشرنا اليها للمشهد وان الولايات المتحدة وبريطانيا لن يعمدا بسببها الى اسقاط النظام والدولة في العراق "هذه القراءة" الخاطئة أدت الى اتخاذ إجراءات احترازية خاطئة في مواجهة الاجتياح الأمريكي للعراق حيث فضلت القيادة العراقية الاحتفاظ بخطة عسكرية تقوم على الحرب الكلاسيكية النظامية وبقيادة مركزية حفاظا على مركزية القرار والعمود الفقري لنظام الحكم برغم علمه مسبقا انها استراتيجية فاشلة في مواجهة أمريكا لو انها عمدت الى احتلال العراق واسقاط الدولة اعتمادا على قناعته ان العمل العسكري الأمريكي لن يصل الى حد اسقاط الدولة ولذلك استبعد النظام فكرة مقاومة العمل العسكري الأمريكي المتوقع على أساس حرب العصابات والمقاومة  واللامركزية في القيادة خوفا من فقدان السيطرة فيما بعد توقف العمل العسكري الأمريكي "فأنظمتنا مهووسة بسلامة النظام أكثر من أي شيء آخر" واهدرت أعوام طويلة كان يمكن تكرس الى اعداد جيش يحمل تكتيكات المقاومة وحرب الشوارع التي كانت كفيلة بردع التفكير الأمريكي بغزو العراق.
لم يتوقف الامر عند ذلك في كارثية النظرة الخاطئة لطبيعة علاقة نظام خميني بالغرب "سواء كان ذلك عمالة مباشرة ام تبادل مصالح وتخادم وبرغماتية فالنتيجة واحدة" فقد انعكس ذلك فيما بعد على طبيعة العمل المقاوم للاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بشقيه المسلح والسياسي واستطاعت كلٌ من الولايات المتحدة وإيران باتباعها النهج الإعلامي المتوتر بينهما من خديعة الأنظمة العربية وخديعة البيئة الرافضة للاحتلال بوجود عداء بين الولايات المتحدة وإيران ووجوب الاستثمار في هذا العداء واقنعت الكثير منهم أن مواجهة ايران في العراق تمر عبر دعم الرؤية الامريكية في العراق! وهكذا انخرطت الأنظمة العربية في تدجين البيئة المقاومة للاحتلال وتمزيقها بوعود الدعم الأمريكي اذا أوقفت المقاومة "الإرهاب" واذا تم الانخراط في العملية السياسية بينما كانت أمريكا تسلم العراق كاملا الى ايران باتفاق مسبق بينهما اعترف به الرئيس الإيراني خاتمي علنا فيما بعد وكما تشير اليه كتب بريمر وخليل زادة فبوش هو من اشرف بنفسه على اختيار المالكي لقيادة العراق وكان يدربه على ذلك بنفسه عبر المكالمات الفديوية عبر الأقمار الصناعية كما ان الولايات المتحدة قامت بضرب القوى الشيعية التي خرجت عن طاعة حكم المالكي "الإيراني" وافضت الأمور في النهاية الى ما افضت اليه وهو غني عن البيان والشرح.
لم تتوقف كارثية هذه القراءة عن هذا بل انتقلت الى التجربة السورية بحذافيرها وقد حملها الى هناك الأنظمة العربية والاعلام والمثقفين العرب! وبواسطها تم تمزيق الثورة لسورية وتحويلها الى صراع داخلي بين فصائل الثورة أكثر منها ضد النظام الدكتاتوري وتم ذلك كله عبر غرفتين مشتركتين أنشأتهما دول مجلس التعاون الخليجي في تركية والأردن وتم من خلالهما اقناع الفصائل المقاتلة للنظام بوجهة النظر الامريكية الغربية وبرزمة من الوعود الكاذبة المستندة الى تسويق فكرة ان أمريكا والغرب لا يسمحا بتمدد إيران او باستمرار نظام الأسد في حكم البلاد. وبغض النظر إذا ما كانت هذه الأنظمة هي أيضا مخدوعة بدورها بالخطاب العدائي الأمريكي الإيراني الخادم لمصالحهما او انها مستلبة الإرادة كاملة التبعية للولايات المتحدة والغرب فان النتيجة واحدة أدت الى تصفية الثورة وسيطرة القوى الموالية لإيران على تفاصيل المشهد السوري.
كانت السعودية هي أكبر من روج لتلك القراءة على الدوام ويبدو ان التجربة المتكررة مع أمريكا في لبنان وسورية والعراق لم تكن كافية لتجعل القيادة السعودية تشعر بالقلق من طبيعة العلاقة التخادمية بين الولايات المتحدة وإيران واستمرت في استراتيجية مواجهة التمدد الإيراني الى تلك القراءة الكارثية ووعود أمريكا والغرب الذي لم يصدق معها يوما باستثناء وعوده بتدمير العراق برغم أن جميع المؤشرات تنبئ بمصير مماثل للعراق وسورية ينتظر الجزيرة العربية ووحدها القيادة السعودية التي لا ترى ذلك أو تقلق من احتماليته وذلك يثير علامات استفهام جدية حول طبيعة العلاقة التي تربط النظام السعودي بالدوائر الغربية, هل هي علاقة ندية أم علاقة تبعية كاملة؟ وما تختلف بع القيادة السعودية عن صدام حسين والمقاومة العراقية والثورة السورية يتعدى كارثة القراءة الخاطئة للمشهد الى أمر أخطر بكثير هو انها فضلا عن اسهامها في ترسيخ هذه القراءة فأنها قامت بتقويض جميع أدوات نفوذها العالمي والإقليمي فلا العالم الإسلامي " وبعد سياسات أمريكا والسعودية " مستمرا في تشكليه عامل تهديد للمصالح الغربية ولا العالم العربي المحيط بالجزيرة بات يحمل أي قدرة على تشكيل خط دفاع عن الجزيرة العربية.


الأربعاء، 5 أبريل 2017

المهدي و المسيح المنتظران , مَن في خدمة مَن ؟

 لن يجد الباحث صعوبة كبيرة في سبر اغوار الاصول الميثولوجية لنشأة الولايات المتحدة الامريكية ولسياساتها الخارجية فليس اولها تبني ( اسرائيل ) ولا آخرها غزو العراق . ايضا وبسهولة اكبر يمكن السبر فيما يتعلق بالميثولوجيا الشيعية الفارسية التي تهيمن على المشروع الامبراطوري الايراني المؤمل الذي يرجوه رجالات ايران في المنطقة , ولذلك فما من داع مهم يستوجب الخوض في هذه الحقائق والبديهيات فبمجرد دخولنا محركات البحث سنغرق في بحور الوثائق والدراسات حول هذه القضية .
  ولكن مالذي يُفرق بين المشروعين ومالذي يجمع بينهما , تلك هي القضية الملتبسة على كثيرٍ من متتبعي طبيعة الاداء السياسي لكليهما إزاء بعضهما البعض وإزاء الاطراف الاخرى . هل انهما مشروعان متناقضان ام متحالفان متكاملان لاسباب تاريخية وميثولوجية ؟
  كان شعار الموت لامريكا واقتحام السفارة الامريكية في طهران بعد الثورة الخمينية وكذلك بعض المماحكات العسكرية في بعض مناطق النفوذ الخارجية الاثر الكبير في رسم صورة قشرية لطبيعة التوظيف السياسي المتبادل لهذا العداء التكتيكي , صورة تشبه الى حد كبير طبيعة الزي المذهبي الذي ترتديه السياسة القومية الفارسية , ففي كلا الحالتين فان العلاقة هي علاقة استمطاء الآخر وفي مثل هذا النوع من العلاقات لا تستطيع ان تميز جيدا طقوس العداء وطقوس الصداقة !! وهذا ما اكتسى به المنظر المثير للدهشة في المشهد السسياسي والعسكري في الشرق الاوسط بعد الهيمنة الايرانية المتكررة على كل المستجدات التي يخلفها التدخل الامريكي من احتلال وتدمير . 
  الأعداء ربما يوحدهم عدو آخر أو توحدهم الاهداف والطرق المشتركة لحين الوصول لمفترق الطرق الذي يبدوا في هذه العلاقة المركبة بعيد المكان .
  وبعيدا عن الحسابات التكتيكية والحسابات السياسية فهي بطبيعتها ذات قيمة متغيرة وغالبا ما تثير الغبار وتخفي خلف ستارهِ الحسابات ذات القيمة الثابتة والاستراتيجية فبمثل الطبيعة الميثولجية للاطراف الثلاثة "اسرائيل , امريكا , ايران " لا يمكن تجهال اسقاطات الاصول الميثلوجية على طبيعة العلاقات التي تربط بينها  . 
  أمريكا البروتوستانتية تؤمن بشدة بعودة المسيح لينشر العدل في العالم ويقضي على اعدائه ولكن لا يمكن ان تظهر عودة المسيح الا في الشرق وتحديدا في فلسطين وليس ذلك شرطا وحيدا فالشرط الاخر ان يتجمع اليهود فيها ويقيمون دولتهم وان يكونو عرضة للخطر فيقوم المسيح بانقاذهم باعتبارهم أمة مباركة وانهم سيحاربون الى جانبه من اجل عالم خالي من الظلم يسوده الخير والجمال , وبعد ان ينتصر فانهم سيقومون باتباعه والتحول الى البروتوستانتية !! 
  و بمثل هذا الترابط الوثيق والمثير تشير الميثولوجيا الشيعية بان المهدي المنتظر مخلص العالم لن يظهر إلا بعد ظهور المنتظر الأول ( المسيح ) وان ما يعجل ظهورهما هو انتشار الفوضى والقتل والفساد في منطقة الشرق الاوسط وهم يؤمنون كما يؤمن البروتستانت الانجيليين بان احداث الفوضى والقتل والفساد سيُعجل بظهور من ينتظرانهما وبالتالي فانه يعجل بسيادة العدل والخير والجمال على العالم و لهذا فان مساهمتهم في اذكاء كل ذلك هو عمل ضروري لاستعجال العدل والخير الغائبَين !!
  هذا التماثل في الاصول الدينية يفرض عليهما تعاونا مشتركا مهما قدموا انفسهم على انهم يتبادلون الكراهية . ومن يدري؟ فربما ذلك يكون صحيحا الا ان ما يجبرهما على التحالف والتكافل هو ان مَن ينتظرانهما ( المهدي والمسيح ) سيقاتلان اولاً عدو مشترك لهما ويقضيان عليه تماما وهو المسلمون (السنة) فالاصول الدينية الامريكية اليهودية تقول ان المسيح سيقاتل مع اليهود الاشرار المحيطين بالدولة اليهودية والاصول الدينية الشيعية تقول ان المهدي سيقاتل اولاً الكفار الذين دمروا الدولة العبيدية ( الفاطمية ) وذلك يعني المسلمين اتباع صلاح الدين الايوبي!! وهل هناك دغدغة اجمل من هذه للمشاعر الصليبية التي تتوقد جمرا تحت الرماد منذ قرون عديدة ؟ 
  ولكن الوجدان الايراني المتدثر بالتشيع والمتأصل جذورا في الفارسية الضاربة لا يمكن اخفاءه بسهولة ولا بد ان يفصح عن نفسه من حين لآخروها هو وزير خارجية ايران يذكر نظيره الامريكي السابق كيري : ان على اسرائيل ان تتعلم من التاريخ وان الفرس انقذوهم مرتين .
  هذا التصريح يدغدغ الميثولوجيا اليهودية ويذكرها بالسبي البابلي وتحالف الفرس القدماء مع اليهود وتدمير بابل ويقول لهم ايضا انكم تقولون في نبوءاتكم ان الجيش الذي سيدمر دولتكم سيهاجمكم من الشرق وبالنظر للتاريخ فقد كنا دائما حلفائكم ضد عدوكم القادم من الشرق . وفي الحقيقة فان اسرائيل وامريكا لم يخفَ عليهما ذلك يوما والا ما أمِنوا التمدد الايراني شرق اسرائيل بل ان الولايات المتحدة عمدت الى استخلاف ايران في كل منطقة احلتها في الشرق او تدخلت فيها سياسيا ناهيك منطقية الحديث السائد عن مشروع احاطة شمال اسرائيل بالشيعة من الجهة اللبنانية السورية , وهذا ما نشاهده اليوم من تهجير للسنة في الزبداني ومضايا .
  اسرائيل بالتأكيد لا تفكر ان تكون بروتوستانتية ولا مهدية صفوية لكنها ليست غبية لتقاتل هذه الفكرة بما ان هذه الفكرة تخدمها بشكل فعال !!
  و تبقى علاقة الاستمطاء المتابدل هي التي تحكم العلاقة الثلاثية بين امريكا وايران واسرائيل وان لحظة الصراع مؤجلة حتى يتم القضاء على عدوهم المشترك في الشرق الاوسط . فهل ستأتي هذه اللحظة ؟ أم ان لاهل المنطقة قولاً آخر ؟ 

الأربعاء، 29 أبريل 2015

بين الشعب والقطيع , مات الملك عاش الملك !!

  بين مفردة الشعب أو الأمة ومفردة القطيع جسر طويل لم نهتدي إليه بعد , فذلك الراعي عليمٌ بطرق المراعي البعيدة عن رقبة الجسر الذي لا يريد لنا عبوره !!
قال لي احدهم : ان الشعوب تشبه في بعض أخلاقها أخلاق ما تأكل !! ونحن نأكل الخروف , الجمل , العجل , وفي النهاية ما نحن إلا قطعان يسهل سياساتها وخداعها وذبحها !

  يواصل الصديق حديثه .. القطيع , ربما هي المفردة الاقرب لواقع الحال أما مفردة الشعب أو الأمة فهي ابعد ما تكون عنه فالمرعى ( الاستقرار والامان والتجارة والزوجة والأولاد و المسكن ) هو اقصى اهتماماتنا وتطلعاتنا بما ان القطيع كبير والذبح مؤجل حسب القرعة !!

  ربما كان محقا صديقي العزيز في تصوراته الوجدانية التي تعبر عن مدى الألم الذي يعتصر دواخلنا كلما فكرنا بحال البلاد والعباد ووجدتني مضطراً لتعاطي المقارابات مع هذه الفكرة الساخرة المكتسية باللون الأسود فقلت في نفسي : ان من أهم صفات القطيع هي الغباء , فهل نحن اغبياء فعلاً ؟
لنعد الى جذور المشكلة , هل تستطيع اختيار معلمكَ ؟ هل تسطيع ان تبدي عدم قناعتك بما يقول ؟ انت لا تستطيع فعل اي من الامرين وهذا يعني ان امامك خيارا وحيدا إن اردت تعلم القراءة والكتابة , وهو أن تكون ذلك الأبله فاغرَ الفاه الذي يلقي فيه المعلم المُنَصّب لقيمات العلم .. أو يلقي فيه اشياء اخرى لا تعلمها !!

التلقين .. لا شك انه الطريق المؤدي لتحويل أمة الى قطيع خصوصا اذا ما ادركنا ان ما تعنيه صفة المعلم في بلادنا , فاضافة لجذورها التعليمية ومؤسستها تعني ايضا "مؤسسة الحكم" .. الاعلام .. واشياء اخرى .. وجميعنا عندما نكون في حضرتها نتحول الى ذلك الأبله فاغر الفاه !!

  ومن علامات غبائنا _ ولا اعرف كيف لنا تحمل غبائنا الواضح  _ ان نصفق للزعيم الراحل حتى موته او قلعه من الكرسي ولا نكتشف السوء الذي كان عليه حتى يأتي زعيم غيره والذي هو الآخر سنكتشف خطاياه _وياللغرابة_ بعد أن ياتي خليفته !!
هل هناك ثمة أوجه شبهٍ بيننا وبين القطيع الذي لايعلم شيء عن تغير الراعي موتا او استبدالاً ؟

  ها نحن معشر "المثقفين" نذهب بعد كل دعوة لصالات العرض الفنية , وهذه المرة نحمل رتبة مثقف خلعها علينا "المعلم" وهي في الحقيقة لاتعني اكثر من غبي مثقف لننفجر بالتصفيق كلما علق الفنان لوحة جديدة برغم قبح الوانها وبشاعتها فيما يخرج علينا "الرسام" بتوضيح مبهر ومقنع لتغيير الاسلوب والتجديد الحاصل !
ولماذا لايعيد الرسام الفاشل الكرّة في كل مرة ما دام "القطيع" عفوا اعتذر .. ما دام الجمهور "المثقف" يصفق في كل مرة ؟
للأسف , فجدار العرض طويل ولن يمتلئ باللواحات , لوحات ترفع ولوحات تعلق واخرى تحت التلميع تنتظر دورها في العرض ..
ونحن القطيع ..
مات الملك ..
عاش الملك ..

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

السيد المدفع



 لأننا نفتقد الى آليات حقيقية للتحكيم والاحتكام ولأننا متطرفون في رفض النتائج التي لا تضعنا في المقدمة فإننا مدمنون على التشكيك في نوايا الآخرين ومدمنون في تبادل الاتهام بالاقصائية ومدمنون على تبادل الادانة بالرجعية والتخلف والانحلال والكفر ومدمنون على اتخاذ المواقف واطلاقها على اساسٍ من الحب والكره والمواقف المسبقة المحملة بتاريخ أسود يعتقده الجميع في الجميع  واصلين بأنفسنا إلى محاولة سحق اللآخر ومحوه. ما نحتكم إليه في حياتنا السياسية هو الصراع , ولا شيء آخر غير الصراع, ولذلك فأن المدفع هو السيد الاعلى والمستفيد الأوحد من الثقافة السائدة.
  إذا كان التأريخ عند جميع الأمم هو مادة للدراسة والفهم واستخلاص الدروس فإن التأريخ لدينا محكمة لا تنتهي ولا تتوقف فيما تعيش الإدانة والعقاب والتظلم حياة أبدية لايمكن لأي فرد أو جماعة الخلاص من اعبائها الموروثة فكأنما الاجرام صفة جينية, ولا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على سلالة من نظن فيه الإجرام , وينسحب ذلك على الضحية الذي يلبس ثوبها كصفة أبدية محتومة, وكأن الضحية لا يمكن أن تنجب إلا ضحية !! 
  إلى أي مدىً يمكننا أن نعيش حياة سياسية مرهونة بالمواقف المطلقة ؟ عندما ندرك أن الخلاص من قبضة الإدانة المطلقة التي تتمتع بسطوتها على عقولنا وعواطفنا هو أكثر ما نحتاج إلى تحقيقه فهذا يعني أننا وضعنا قدما أولى في طريق قاصدة واضحة المعالم ومجهزة بالعلامات الإرشادية.
  حتى ذلك الحين سيبقى المدفع ( السيد ) يعيش أزهى عصوره في التحكم بمفردات حياتنا اليومية, العامة والخاصة وسيبقى يطلق قذائفة بكل اتجاه دون الخشية من الحساب و العقاب في مجتمع تحكمه ثقافة القوة .